للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيام السفّاح؛ فإنه زعم أن ملكين جاءاه وبشراه بالنبوة، فقال لهما: وكيف ذلك وقد أخبر الله تعالى عن سيدنا محمد أنه خاتم النبيين؟ فقالا له: صدقت، ولكن الله أراد بذلك أنه خاتم النبيين الذين هم على غير ملته وشريعته.

وليس الوحي عند هذه الطائفة بمقصور على زعيم نحلتهم، بل يدَّعون أن أتباعه أيضاً ينزل عليهم الوحي، ومما رأيناه في منشور وضعه رئيسهم لهذا العهد، وترجمه عبد المجيد كامل، وطبع في مصر: "أن طريق الوحي لا يمكن أن يسد في وجوه الناس"، وفي هذا المنشور: "أن المهدي والمسيح قد ظهر في الهند بمحل يقال له: "قاديان"، وانه يوجد الآن آلاف من حواريه يستمعون الوحي الإلهي".

ومما زعم غلام أحمد أنه أوحي به إليه: "وإني جاعلك للناس إماماً ينصرك رجال نوحي إليهم".

بأي لسان يدّعون الوحي، وهذه مقالات غلام أحمد ورسائله طافحة بأقوال منقطعة عن الحكمة، عارية عن الصدق، والمعقول منها قد قاله أناس، أو قالوا مثله، أو خيراً منه، ولم يخطر على بالهم ادعاء أنه وحي كلمهم به الله تعالى، أو نزل عليهم به الرُّوح الأمين! ومن خطله المكشوف: أنه يأتي إلى آيات أو جمل من القرآن المجيد، فينقلها كما هي، ويضم بعضها إلى بعض في صحائف، ويزعم أنها وحي نزل عليه.

ينكرون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين، ويوردون على هذا شبهاً لا تزن عند أولي العلم جناح بعوضة، كما استدلوا بقوله تعالى:

{اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} [الحج: ٧٥].

متشبثين بأن قوله: {يَصْطَفِي} فعل مضارع، والمضارع للاستقبال.