فاستعمال المضارع موضع الماضي في كلام البلغاء خارج عن حد الإحصاء، وًايات الكتاب يفسر بعضها بعضاً، كما أن السنّة تبين الكتاب. ويزعم غلام أحمد أنه رسول، وانه هو المراد من الحديث الوارد في نزول ابن مريم حكماً عدلاً، وأخذ يمشي في تأويل ألفاظ الحديث على عوج، على أنه حاول في الخطبة الإلهامية صرف الناس عن العمل بالأحاديث النبوية، وحرّف كثيراً من آيات القرآن المجيد على زعم أنه نزلت لتخبر بظهوره، وتنوه بشأنه، منها قوله في آية:
"هذه بشارة بأنه سيكون في هذه الأمة الإسلامية رجل في درجة مريم الصديقة، ثم ينفخ فيه روح عيسى، فبهذا مريم يخرج منه عيسى؛ أي: أن الرَّجل ينتقل من صفاته المريمية إلى صفاته العيسوية، فكأنما كينونته المريمية أنتجت كينونته العيسوية، وبهذا المعنى يسمى ذلك الرجل: ابن مريم).
ولا نريد أن نكثر في هذا المقام من ذلك اللغو والهزل، إِلا أن تدعو الحاجة إلى زيادة الكشف عن فضائح هذه النحلة من بعد.
بدا لغلام أحمد أن يدّعي النبوة والرسالة، وخشي خيبة دعوته حتى لدى العامة الذين يأبون الخروج من الإسلام إلى نحلة تعلن أنها ناسخة له، فادّعى أن رسالته مؤيدة للإسلام، لا ناسخة لشريعته، فقال في الخطبة الإلهامية: "أم يقولون: إنا لا نرى ضرورة مسيح ولا مهدي، وكفانا القرآن، وأنا مهتدون، ويعلمون أن القرآن لا يمسه إِلا المطهرون، فاشتدت الحاجة إلى مفسر زكي من أيدي الله، وأدخل في الذين يبصرون".