للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الخليقة حكمة، يدلنا القرآن والمشاهدة على أن الله تعالى قد يملي لبعض المبطلين، فيمد لهم في أعمارهم، أو يكثر أموالهم وأولادهم، أو يجعل لهم من صنف الجاهلين شيعة، ثم يأخذهم بعد هذا أخذ عزيز مقتدر، قال الله تعالى:

{فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (٤٤) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [القلم: ٤٤ - ٤٥]

وقال تعالى:

{فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: ٥٥].

ومما يدل على أن بعض المضلين قد يجد في الناس من يتبعون خطواته، ويهيمون في واد من ضلالاته، فتحق عليهم كلمة العذاب التي حقت على من قبلهم، قوله تعالى:

{وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (٦٧) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} [الأحزاب: ٦٧ - ٦٨].

وقوله تعالى:

{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: ١٦٦]

فبقاء بعض المضلين أمداً يعيثون فيه مفسدين، ويأخذون فيه بأعنة بعض الغافلين أو المغفلين، لا ينقض سنّة من السنن الكونية، ولا يخالف نصاً من النصوص الشرعية، وقد وافق داعية القاديانية على أن مدعي الإلهية قد ينتشر مذهبه في طائفة من الناس، ويترك من بعده أتباعاً، وجعل طائفة البهائية