الإسلامية، ويقول على الله غير الحق. ولا حاجة بنا في إبطال دعوة النبوة والرسالة إلى الخوض أن النبوة منقطعة أو باقية؛ فإن تلك الأقوال التي صدرت من غلام أحمد، تنادي بملء حروفها أن النبوة في ناحية اليمين، وهو في ناحية الشمال، ولكنا آثرنا النزول إلى نقض بعض مزاعمهم؛ حذراً من أن تجد أذهاناً غافلة فتعلق بها. وها نحن أولاء نعرض على حضرات القراء قطعاً من مقال داعية القاديانية؛ ليزدادوا علماً بحال تلك النحلة، ومبلغ دعاتها من لبس الحق بالباطل:
رأى غلام أحمد ومن اتبع خطواته أن قوله تعالى في وصف الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم -: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}[الأحزاب: ٤٠] يسد الطريق على من يريد فتنة الناس بدعوى النبوة، فحاولوا تأويل الآية على معنى أنه أفضل النبيين، أو سيد النبيين، وابتغوا هذا التأويل؛ ليتهيأ لهم أن يقولوا على الله ما شاءت أهواؤهم، ويفسدوا على المسلمين أمر دينهم، فقلنا لهم: إن علماء التفسير قد اتفقوا على أن {وَخَاتَمَ} في الآية بمعنى: آخِر، وهو المعنى الذي يذكره علماء اللغة، ويسوقون من شواهده هذه الآية، ومن أراد صرف {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} عن معنى: آخِر النبيين إلى معنى: أفضل النبيين، فعليه بإقامة شاهد، أو نقل كلمة عن بعض علماء اللغة يدل على أن وصف الرجل بكونه خاتماً لقوم، يقصد منه أنه أفضلهم، أو سيدهم، ولكن داعية القاديانية لم يستطع أن يقيم من كلام العرب أو علماء اللغة ولو شاهداً واحداً على أن مثل تركيب {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} قد يستعمل بمعنى: أفضلهم، أو سيدهم.
يقول الداعية في مقالدالجديد: "وكنا سقنا شواهد واستعمالات العرب في كون لفظ الخاتم مضافاً، والقوم أولي المناصب مضافاً إليهم، وكون