استعمال هذا المركب الإضافي، في مقام المدح، ولا يتأتى المعنى في تلك الاستعمالات إلا أن الممدوح أفضل القوم وسيدهم".
والداعية لم يورد في مقاله السابق شيئاً من كلام العرب يشهد بأنه الخاتم إذا أضيف إلى القوم أولي المناصب كان بمعنى: أفضلهم، أو سيدهم، وإنما أورد عبارات لمن لا يحتج عالم في تفسير كتاب الله تعالى بكلامهم، ولا تتجاوز تلك العبارات وصف أحد الرجال بأنه خاتم العلماء، أو الأولياء، أو الشعراء، ما هي إلا أقوال صدرت من بعض رجال القرون المتأخرة، أو القريبة منها، وإنما يحتج في تفسير القرآن الكريم بكلام العربي الصميم.
وهل رأيتم مجادلاً أسخف قولاً ممن يحتج في بيان معنى آية من كتاب الله تعالى بما كتبته المطبعة الأزهرية على أول الصحيفة الأولى من كتاب "الإتقان"؛ أعني قوله: "الجزء الأول من كتاب الإتقان في علوم القرآن لخاتمة المحققين".
ثم إن أمثال هذه العبارات من نحو خاتم المحققين، أو خاتم الأئمة، أو خاتم المجتهدين، قد ينساق إليها قائلها من شدة إكباره لمقام الممدوح، لحد أن يظن بلوغه مرتبة يبعد أن ينالها أحد من بعده، كما قالوا:
هيهات أن يأتي الزمان بمثله ... إن الزمان بمثله لبخيل
وكما قالوا:
حلف الزمان ليأتين بمثله ... حنثت يمينك يا زمان فكفِّرِ
وكما قال السيوطي في تقي الدين الحراني: "آخر المجتهدين".
وفسر الداعية في مقاله الأول الخاتم بمعنى: الزينة، ولم يجد شاهداً على هذا من كلام العرب، أو أقوال اللغويين، أو المفسرين، فتعلق بكلمة