للشيخ محمد طريح النجفي (أحد علماء الشيعة) اقتطعها اقتطاعاً، فقال: يقول صاحب "مجمع البحرين" ما نصه: "ومحمد خاتم النبيين يجوز فيه فتح التاء وكسرها، فالفتح بمعنى: الزينة، مأخوذ من الخاتم الذي هو زينه للابسه".
والواقع أن الشيخ النجفي قد صرح بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - آخر النبيين، فقد قال قبل تلك الكلمة التي اقتطعها الداعية:"قوله تعالى: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} من [الأحزاب: ٤٠]؛ أي: آخرهم، ليس بعده نبي". ثم قال:"ومحمد خاتم النبيين يجوز فيه فتح التاء وكسرها، فالفتح بمعنى: الزينة، مأخوذ من الخاتم الذي هو زينة للابسه، وبالكسر اسم فاعل بمعنى: آخر".
ولما كان صاحب "مجمع البحرين" يعتقد أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - آخر الأنبياء ليس بعده نبي، فقصارى أمره أن يكون أخطأ في تأويل {وَخَاتَمَ} على قراءة الفتح بمعنى: الزينة؛ فإنه مخالف لأقوال من هم أدرى منه بتفسير كتاب الله تعالى، وبوجوه استعمال الألفاظ العربية حقيقة أو مجازاً.
وها نحن أولاء نسوق إليكم طائفة من أقوال علماء اللغة والمشاهدة بأن الخاتم - بفتح التاء أو كسرها- بمعنى: الآخِر، قال صاحب "اللسان": "وخاتَمهم، وخاتِمهم: آخِرهم، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين!. وقال ابن سيده في كتاب "المحكم": "وختام القوم، وخاتَمهم، وخاتِمهم: آخرهم"، وقال: "وفي التنزيل: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}[الأحزاب: ٤٠]؛ أي: آخرهم". وقال الأزهري في كتاب "التهذيب": "وخاتم كل شيء: آخره، وقوله تعالى:{رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} معناه: آخر النبيين". ولم يذكر أحد من هؤلاء الأئمة أو غيرهم كصاحب "الصحاح"، وصاحب "المصباح"، وصاحب