للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويهتكون أستارهم، وممن تصدى للرد عليهم: أَبو حامد الغزالي، فألّف كتابه المسمى: "حجة الحق (١) "، وكتابه المسمى: "فضائح الباطنية (٢) "، وذكر في مقدمة هذا الكتاب أنه طالع الكتب المصنفة فيهم، فوجدها مشحونة بفنين: فن في تواريخ أخبارهم وأحوالهم من بدء أمرهم إلى ظهور ضلالهم، وتسمية كل واحد من دعاتهم في كل قطر من الأقطار، وبيان وقائعهم فيما انقرض من الأعصار، وفن في إبطال تفاصيل مذاهبهم وعقائد تلقوها من الثنوية والفلاسفة، وحرفوها عن أوضاعها، وغيروا ألفاظها قصداً للتغطية والتلبيس، ثم بين أنه قصد في كتابه إلى الإعراب عن خصائص مذهبهم، والتنبيه على مدارج حيلهم، والكشف عن بطلان شبههم.

ولأبي بكر بن العربي مع بعض زعمائهم مناظرات ذكرها في كتاب "القواصم والعواصم"، وتناول الشيخ ابن تيمية مذهب الباطنية، وردّ على بعض فرقهم في بعض مؤلفاته.

عرفنا تاريخ الباطنية، وقرأنا بعض كتب البابية والبهائية، فوجدنا روح الباطنية حلت في جسم ميرزا علي، وميرزا حسين علي، فخرجت باسم البابية والبهائية.

الباطنية يستدلون بكلام النبوة، ويحرفون كلم القرآن والحديث عن مواضعه؛ كما فسروا حج البيت العتيق بزيارة شيوخهم، والبابية أو البهائية يستدلون بالقرآن والحديث، ويذهبون في تأويلهما إلى مثل هذا الهذيان نفسه، ولميرزا علي المسمى بـ (الباب) تفسير لسورة يوسف مشى فيه على


(١) ألفه باللسان الفارسي.
(٢) ألفه باللغة العربية وطبع في لندن.