على مقتضى استعمال لغتهم وأساليب بلاغتهم، فجاؤوا بعلم كثير، وأدب غزير، وتركوها حكماً رائعة، وشريعة سمحة باهرة، وقوانين اجتماع طاهرة، حتى قام جماعة من أوشاب الناس يزعمون أن هذا القرآن الذي أنزله الله بلسان العرب لم يوكل بيانه إلى من كان يقرؤه على الناس بكرة وعشياً، ولم يفهم المراد منه أولئك الذين يتهجدون به في الأسحار سجداً لله وبكياً، وإنما وكل بيانه إلى أمثال ميرزا علي محمد، وميرزا حسين، وعباس، وأبي الفضل الجرفادقاني ليخوضوا فيه بلغو من القول، ويعثوا في تأويله مفسدين.
قال أَبو بكر بن العربي في كتاب "القواصم والعواصم" يرد على إخوانهم الباطنية قولهم: إن خليفة الله هو الذي يبلغ عنه "الخليفة هو النبي الذي بين، ثم استأثر الله به، ولا معصوم بعده".
وفي كتاب "فضائح الباطنية" بسطة في رد ما يدعونه من ظهور الإمام المعصوم، وحصر مدارك الحق في أقواله، وقد عرفت أن الإمام المعصوم الذي يدعيه الباطنية هو ما يسميه البابية والبهائية بـ"من يظهره الله"، ويزعمون أنه هو الذي يعرف تأويل ما جاء به الرسل - عليهم السلام -، ويصرح هذا الإيراني في كتابه هذا بأن قصص القرآن غير واقعة، وقال:"لا يمكن للمؤرخ أن يستمد في معارفه التاريخية من آيات القرآن". وقال:"إن الأنبياء - عليهم السلام - تساهلوا مع الأمم في معارفهم التاريخية، وأقاصيصهم القومية، ومبادئهم العلمبة، فتكلموا بما عندهم، وستروا الحقائق تحت أستار الإشارات، وسدلوا عليها ستائر بليغ الاستعارات".
دعوى أن في اقرآن قصصاً غير واقعة بزعم أنه رمز إلى معان خفية، ليس لها من داع سوى ما يضمره أصحابها من الكيد للقرآن الكريم، وإدخال