ومن الباطنية من منع العوام من مدارسة العلوم، والخواص من النظر في الكتب المتقدمة؛ حتى يبقوا في عماية، وهو الحسن بن محمد الصباح. ونجد ميرزا علي المسمى: الباب قد حرّم في كتابه "البيان" التعلم، وقراءة كتب غير كتبه، فكان كل من يؤمن بالباب يحرق القرآن الكريم وما وقع في يده من كتب العلم، ولكن الميرزا حسين المسمّى:(بهاء الله) أدرك ما في هذا التحجير من خطأ مكشوف، وأنه مما يصرف عنهم ذوي العقول النابهة، فأتى في كتابه الذي سمّاه:"الأقدس" بما ينسخه، فقال:"قد عفا الله عنكم ما نزل في "البيان" من محو الكتب، وأذنَّاكم بأن تقرؤوا من العلوم ما ينفعكم".
وفي الباطنية من يدعي حلول الإله في بعض الأشخاص، كما قال القرامطة بإلهية محمد بن إسماعيل بن جعفر، وهذه الدعوى -أعني: دعوى الحلول- تظهر في بعض مقالات البهائية.
قال عباس الملقب بـ (عبد البهاء): "وقد أخبرنا بهاء الله بأن مجيء رب الجنود، والأب الأزلي، ومخلص العالم الذي لابد منه في آخر الزمان، كما أنذر جميع الأنبياء، عبارة عن تجليه في الهيكل البشري، كما تجلى في هيكل عيسى الناصري، إلا أن تجليه في هذه المرة أتم وكمل وأبهى، فعيسى وغيره من الأنبياء هيؤوا الأفئدة والقلوب لاستعداد هذا التجلي الأعظم".
يريد بهذا: أن الله تجلى فيه بأعظم من تجليه في أجسام الأنبياء على ما يزعم، وقال مهذارهم أبو الفضل الإيراني: "فكل ما توصف به ذات الله، ويضاف ويستند إلى الله من العزة والعظمة، والقدرة والعلم والحكمة، والإرادة والمشيئة، وغيرها من الأوصاف والنعوت، إنما يرجع بالحقيقة إلى مظاهر