للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقال: وكثير من أهل الفضل، وفرسان مضمار العلم اعتقدوا بأن جميع ما ورد في الكتب والأخبار من هذا القبيل كلها استعارات عن الأمور المعقولة، والحقائق الممكنة مما يجوزه العقل المستقيم، ثم أخذ يؤول ما ورد في تلك المعجزات من قرآن وحديث، ويحمله على معان لا يقبلها منه إلا من فقد عقله قبل أن يفقد إيمانه، وإنكارهم للمعجزات ينبئكم أن القوم يمشون مكبين على وجوههم وراء الفلسفة التي لا تؤمن بأن لهذا العالم خالقاً فعالاً لما يريد.

وملخص القول في البابية والبهائية: أنه مذهب مصنوع من ديانات ونحل وآراء فلسفية، قال صاحب كتاب "مفتاح باب الأبواب" يصف البابيين: "لهم دين خاص مزيج من أخلاط الديانات البوذية (١)، والبرهمية الوثنية (٢)، والزرادشتية (٣)، واليهودية، والمسيحية، والإِسلامية، ومن اعتقادات الصوفية، والباطنية".

وما زالت البهائية مذهباً قائماً على أطلال الباطنية يحمل في سريرته القصد إلى هدم الإِسلام بمعول التأويل، ودعوى الرسالة والوحي بشريعة ناسخة لأحكامه، حتى جاء عباس عبد البهاء إلى هذا المذهب المصنوع، وأراد أن يكسوه ثوباً جديداً، فخلطه بآراء التقطها مما يتحدث به بعض الناس على أنها من مقتضيات المدنية، أو مما اكتشفه العلم حديثاً، نحو:


(١) دين الصينيين واليابانيين.
(٢) أصل ديانة الهنود.
(٣) ديانة قديمة تنسب إلى إبراهيم زرداشت الإيراني، ولا يزال لأتباعها طائفة بالبلاد الهندية، وأخرى بالبلاد الايرانية.