للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التساوي بين الرجال والنساء في التعليم، ونزع السلاح، واتفاق الأمم على لغة واحدة تدرس في العالم كله، وتأسيس محكمة عمومية تحل مشاكل الأمم، وأن الإنسان تدرج بالارتقاء من أبسط الأنواع حتى وصل إلى شكله الحالي (نظرية داروين)، ولهجوا بعد هذا بكلمة نشر السلام العام، ونبذ التعصبات الدينية.

وقد تخيل عباس أنه بإدخال مثل هذه الآراء في مذهب البهائية يستدرج المولعين بالجديد من النابتة الحديثة، ولهذا الطمع ترونه يقول: "تحتوي تعاليم بهاء الله على جميع آمال ورغائب فرق العالم، سواء كانت دينية أو سياسية أو أخلاقية، وسواء كانت من الفرق القديمة أو الحديثة، فالجميع يجدون فيها ديناً عمومياً في غاية الموافقة للعصر الحاضر (١)، وأعظم سياسة للعالم الإنساني".

وصرح في مقال آخر بأنه يريد أن يوحد بين المسلمين والنصارى واليهود، ويجمعهم على أصول نواميس موسى - عليه السلام - الذين يؤمنون به جميعاً (٢).

ولا أحسب عبد البهاء عباساً يقصد من هذا الحديث إلا التزلف لليهود، والتظاهر بموالاتهم؛ ليجعلهم من أشياعه، وإلا، فكيف يقع في خاطر من عرف القرآن أن يعمل على صرف الناس عن شريعة الإِسلام، ويرجع بها إلى شفا حفرة من النار بعد أن أنقذهم الله منها؟!.

يذكر الشيخ ابن تيمية: أن الباطنية "هم دائماً مع كل عدو للمسلمين"، وقال: "إن التتار ما دخلوا بلاد الإِسلام، وقتلوا خليفة بغداد وغيره من


(١) كتاب "عبد البهاء والبهائية" (ص ٨٧).
(٢) كتاب "عبد البهاء والبهائية" (ص ٩٣).