للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخذوا منذ حين يعملون على تلافي الخطب، ومقاومة حركات الذين يعتنقون الإباحية، أو يقضون لخصوم الدين الحنيف مآرب، وقد ظهرت آثارهم القيمة في بعض الصحف والمؤلفات، وفيما يلقى من الخطب والمحاضرات، ولكن الأمر جلل، وطريق النجاح فيه وعرة، والعمل لعبورها ذو شعب، فلا تغني فيه الأيدي القليلة، والأقلام التي تكافح مرة، ثم تغمض عن الكفاح أخرى، وهذا ما نهض بجماعات في مصر وغير مصر، فألفوا جمعيات إسلامية أدبية، وليست جمعية الهداية الإِسلامية إلا بنت ثقافة وحماسة التقتا في نفوس طائفة من طلاب العلوم الإِسلامية، فتحاصروا، واحتفلوا، وخطبوا، ووضعوا نظاماً أساسياً لهذه الجمعية، وكان من محتوياته: إصدار مجلة إسلامية علمية أدبية، وما برح مجلس إدارة الجمعية -منذ تألف- يسعى إلى إبراز هذه المجلة كما شرط الأعضاء المؤسسون، حتى هيأ الله له من أمرها يسراً.

وستولي المجلة -بتأييد الله- وجهها نحو البحث عما يهذب النفوس، ويثقف العقول، ويقوم اللسان، فتبحث في الأخلاق والعادات، والتاريخ والتراجم، واللغة وآدابها، والعلوم النظرية والاجتماعية، والبدع والمحدثات. وترشد إلى حقائق الإِسلام وآدابه، وتنقد المقالات والآراء، وتجيب عما تسعها الإجابة عنه من المسائل، وتورد من أنباء العالم الإِسلامي ما له صلة بالغاية التي أنشئت من أجلها، وتنشر تحت عنوان: "صحف قيمة" رسائل علمية أو أدبية من مؤلفات القدماء متى كانت ذات صفحات قليلة، ووثقت لجنة التحرير من أن يكون لإذاعتها بين القراء فائدة. وستسير المجلة -بتوفيق الله- على الأدب الموصى به في قوله تعالى:

{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ