منها شبيهاً بالسفاح، وأقر النوع الذي فيه صيانة العرض، وحفظ النسل، والذي يمكن أن تنتظم به المعاشرة محفوفة بمحبة وصفاء، وهو الزواج الجاري بين الناس منذ مطلع فجر الإسلام.
حث الدين الحنيف على الزواج، وجعله من سنة الذين اصطفى من عباده، وأنكر على من تحدثه نفسه بإيثار حياة العزوبية على حياة الزوجية، ومن شواهد هذا: قوله - عليه الصلاة والسلام - لقوم ائتمروا على أن يتركوا الزواج؛ لينقطعوا إلى العبادة:"لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي، فليس مني".
وأرشد إلى اختيار الزوجة، ونبه على أن ذات الدين أحق بالاختيار، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات ترتب يداك".
وفضَّل الدين على المال والحسب والجمال من جهة أنه يضمن الأخلاق المهذبة، والآداب الراقية، ويجمع لصاحبته الصيانة من أطرافها، والمراد من الحديث: أن الناشئة في حلية الدين -وإن لم تكن بارعة الجمال- تفضل غيرها ممن لم تتحلَّ بالدين -وأن كانت موسرة، أو حسيبة، أو فائقة الجمال-.
ينهى الدين؛ حفظاً للقلوب من مواقع الفتن أن يرسل الإنسان نظره في محاسن امرأة أجنبية، ولكنه؛ رغبة منه في دوام العشرة بين الزوجين أذن للرجل في أن ينظر إلى وجه المرأة التي يريد التزوج بها قبل العقد عليها، فقال - عليه الصلاة والسلام - للمغيرة حين خطب امرأة من الأنصار:"انظر إليها؛ فإنه أحرى أن يؤدم بينكما"؛ أي: تكون بينكما المودة والوفاق.