للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولي قلم في أنملي إن هززته ... فما ضرني أن لا أهز المهندا

ويدافع بماله، كما قال لسان الدين بن الخطيب يمدح سلطان تلمسان:

وأعنت أندلساً بكل سبيكة ... موسومة لا تعرف التدنيسا

إن لم تجرَّ بها الخميس فطالما ... جهَّزت فيها بالنوال خميسا

وقد أجاد في تشطير لامية ابن الوردي من قال:

"أنا لا أختار تقبيل يدٍ" ... ما انتضت سيفاً ولا هزت أَسَلْ

ويد شحَّتْ وما سَحَّتْ ندًى ... "قطعها أجمل من تلك القبل"

سادتي!

أمنيتنا أن نربي نشأنا على هذا الخلق العظيم: خلق السخاء، ونلقنهم أنه مرقاة السيادة والفلاح، كما كان فرضاً علينا أن ننذرهم سوء المنقلب الذي ينقلب إليه البخلاء والمبذرون، فإذا نحن فعلنا هذا، أخرجنا للناس أمة تسمو أن تنحدر في تلك المدنية الهازلة المرذولة، ولا يجد خصومها لقهرها أو سلب حق من حقوقها طريقاً:

{وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: ٦٧].