وللسخاء أثر في حفظ اللغة ورقيها، والسخاء قد ساعد على هذه الثروة الأدبية التي بين أيدينا؛ فإن كثيراً منها جاء من سخاء أولئك الذين يقدرون اللغة، ويهتزون للشعر البارع، أو النثر البليغ ابتهاجاً، ويلاقون اللغويين والشعراء والكتاب باحتفاء وإكرام، وأشار إلى هذا من يقول:
ما لقينا من جود فضل ابن يحيى ... ترك الناس كلهم شعراء
وللسخاء أثر في ائتلاف القلوب، وتأكيد رابطة الإخاء، ذلك أنه يبذر محبة المحسنين في قلوب ذوي الحاجات.
ثم إن من وجوه السخاء: صرف المال في نحو ضيافة، أو هدية -ولو لغير ذي حاجة-، وهذا مما يذهب بالجفوة، ويجعل القلب من القلب قريباً:
وكل امرئ يولي الجميل محببٌ ... وكل مكان يُنبت العزَّ طَيِّبُ
أما أثر السخاء في حماية الوطن، فإن إعداد وسائل الدفاع، إنما يكون بالمال، وعلى قدر سخاء الأمة يكون الاستعداد، وسخاء الأمة في سبيل الدفاع يأتي على حسب شعورها بالكارثة التي تقع فيها إذا هي تركت الدفاع حتى بسط العدو عليها سلطانه.
وقد أشار القرآن المجيد إلى أن الإمساك عن الإنفاق في سبيل دفع العدو، إلقاءٌ باليد إلى التهلكة، فقال تعالى: