للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المحشو بالسباب: حرية، وإنما الحرية في إبداء الآراء أو نقدها بأسلوب تأذن فيه الفضيلة، ولا تنكره آداب البحث.

وقد يطلق الناس اسم المباح على المحظور؛ ليتناولوه، أو ليدعوا إليه في غير تحرج، وإلى هذا يشير النبي الأكرم - صلوات الله عليه - بقوله: "يشرب الخمر ناس من أمتي يسمونها بغير اسمها" (١).

وقد تنبه لخطر تحريف الألفاظ عن مواضعها (كونفشيوس) زعيم المذهب الذائع في الصين "الكونفشيوسية"، وجعل من أسس مذهبه في الإصلاح الرجوع بالألفاظ إلى موضوعاتها الصحيحة، وقال: إذا لم تكن الأسماء صحيحة، لم يطابق الكلام حقائق الأشياء، وإذا لم يكن مطابقاً للحقائق، وقع الخلط في اللغة، واضطربت الأفكار، ولم تقع العقوبات على من يستحقها، فتتعطل الأعمال المدنية.

وليس من شك في أن استعمال الألفاظ في غير مواضعها وسيلة من وسائل اختلال الشؤون الاجتماعية، وأنه من واجب المصلحين تنبيه الناس لهذه الناحية من الفساد، وأن يتداركوا إصلاحها بعناية وحكمة.


(١) رواه الإمام النسائي في "سننه".