للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القدسي: أن الصوم لله، وأنه يتولى جزاءه بنفسه، ففي "الموطأ"، وغيره: "كل حسنة بعشرة أمثالها إلى سبع مئة ضعف، إلا الصيام، فهو لي، وأنا أجزي به". أضاف الله تعالى صيام العبد إلى نفسه؛ لأن سائر الأعمال تظهر على صاحبها، وقد يدخلها شيء من الرياء، والصوم لا يظهر على صاحبه، فيقع لله خالصاً، وأخبر في الحديث: أن الله تعالى يتولى جزاءه بنفسه؛ إيماء إلى عظم ثوابه؛ فإن أكرم الأكرمين لا يقابل العمل الصالح إلا بالجزاء الأوفى، وأكد ذلك بأن جزاء الصوم فوق الجزاء المضعّف إلى سبع مئة ضعف.

أمر الشارع بالإنفاق في وجوه البر، وورد في السنّة ما يدل على أن للإنفاق في هذا الشهر فضلاً على الإنفاق في بقية الشهور، يظهر هذا من حديث ابن عباس، قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان"، وفضيلة التأسّي به - عليه الصلاة والسلام - تدعو إلى بسط اليد بالمعروف في هذا الشهر أكثر من بسطها فيما عداه من الشهور؛ حتى يجد الفقراء من إحسان الأسخياء راحة بال، فيقبلوا على الصيام والقيام بنشاط.

أمر الشارع بتلاوة القرآن تمكيناً لحجته، واستضاءة بنور حكمته، وجاء في السنّة ما يرشد إلى الاستكثار من تلاوته، يظهر هذا من حديث ابن عباس في لقيّ جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي هذا الحديث: "وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن" (١)، والدراسة: القراءة، وما زال أولو الألباب من الناس يجعلون لشهر رمضان نصيباً من تلاوة القرآن أكثر من


(١) "صحيح الإمام البخاري".