أرفق بهم وأعطف عليهم من أن يضارهم في تحقيق هذين الغرضين، ولكن الله لا يفرض عليهم أن يكونوا قضاة، ولا أن يكونوا أساتذة للغة العربية، ولا أن يتولوا من مناصب الدولة ما يطمحون إلى التسلط عليه".
ويقول: "وليكن الأزهر مدرسة دين قبل كل شيء وبعد كل شيء".
ويقول: "وهنا نصل إلى نقطة لا نشك أن كثيرين من أنصار الإصلاح الأزهري -وربما كان منهم الأستاذ المراغي نفسه- يخالفوننا فيها أشد الخلاف. فهم يريدون أن يؤاسوا بين الأزهريين وغيرهم من طلاب المدارس المدنية من حقوق التمتع بمناصب الحكم، والتصرف في شؤون الدولة".
ويقول: "فخليق بالذين يسعون إلى إصلاح الأزهر أن يعرفوا لقانون توزيع الأعمال حرمة، فيتركوا القضاء للقضاة، والتعليم للمعلمين، ويكتفوا بما قسم الله لهم، وما فرض الله عليهم من الوعظ والإرشاد والدعوة الدينية".
قال هذا، ثم حمد الله على أن الشعوب الإِسلامية لا زالت تقدس دينها، وتحرص عليه، وتتوق إلى رفع شأنه، وإعلاء كلمته في الأرض!!.
وبعد أن ذهب إلى أن المتخرج في المعاهد الدينية لا يسمح له بعمل غير الوعظ والإرشاد والدعوة الدينية، وضع للتعليم بها منهجاً، وانقلب بعد وضع هذا المنهج صوفياً في مرقعة وبيده سبحة، فقال يعظ الأزهر، وهو يعني أهله: وليدع الدنيا للذين تعنيهم أعراض هذه الحياة الدنيا، فقد صدق الله حين قال: