للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما تجدد للمتأخرين من الكلام في الأدوية المفردة.

وكما صنع أبو داود سليمان المعروف بابن جلجل؛ فقد فسر أسماء الأدوية المفردة من كتاب دسقوريدس، وكشف مغلقها، ورفع إبهامها، وله مقالة في الأدوية التي لم يذكرها دسقوريدس في كتابه (١).

وكما صنع أبو العباس أحمد بن مفرج المعروف بابن الرومية، ويعرف بالنباتي؛ فقد فسر أسماء الأدوية المفردة من كتاب دسقوريدس، قال ابن أبي أصبيعة في ابن العباس هذا: أتقن علم النبات، ومعرفة أشخاص الأدوية، وقواها ومنافعها، واختلاف أوصافها، وتباين مواطنها، وجال سنة ٦١٣ هـ في الشام والعراق ومصر، وعاين نباتاً كثيراً في هذه البلاد مما لم ينبت بالمغرب، وشاهد أشخاصها في منابتها، ونظرها في مواضعها، وعاد إلى المغرب، وأقام بإشبيلية.

وألف في الأدوية المفردة من غير هؤلاء جمع كبير من الأطباء؛ مثل: حنين بن إسحاق، وإسحاق بن حنين، وإسحاق بن عمران، وإسحاق بن سليمان المعروف بالإسرائيلي، وأحمد بن أبي خالد المعروف بابن الجزار، وخص الرئيس ابن سينا الكتاب الثاني من كتاب "القانون" بالأدوية المفردة، وجاء بعد هؤلاء أبو محمد عبد الله بن أحمد المعروف بابن البيطار، وعني بالأدوية المفردة، وسافر إلى بلاد اليونان، وأقصى بلاد الروم، ولقي أناساً كثيرين من المولعين بهذا الفن، ورأى منابت الحشائش المذكورة في كتب الأدوية المفردة بعينه، وعاد بعد هذه الرحلة إلى الشام، وخدم


(١) ألف ابن جلجل كتابه هذا في سنة ٣٧٢ هـ بقرطبة أيام هشام بن الحكم.