بصناعة الطب الكامل بن العادل في دمشق، ثم خدم بها ولده الصالح بمصر، وتوفي في دمشق سنة ٦٤٦ هـ.
ولابن البيطار شرح على أسماء أدوية كتاب دسقوريدس، قال ابن أبي أصبيعة: قرأت عليه تفسيره لأسماء أدوية كتاب دسقوريدس، فكنت أجد من غزارة علمه ودراسته وفهمه شيئاً كثيراً، وكان يذكر أولاً ما قاله دسقوريدس في كتابه باللفظ اليوناني على ما قد صححه في بلاد الروم، ثم جمل ما قاله دسقوريدس من نعته وصفته وأفعاله، وأعجب من ذلك: أنه كان لا يذكر دواء إلا ويعين في أي مقالة هو من كتاب دسقوريدس، وفي أي عدد هو من جملة الأدوية المذكورة في تلك المقالة.
ولابن البيطار كتابه المشهور المسمّى "الجامع"، وسماه الجامع؛ لأنه جمع فيه بين الأغذية والأدوية المفردة.
قال ابن سعيد في كتاب "المغرب" بعد أن ذكر الأدوية المفردة: "وقد جمع أبو محمد المالقي الساكن الآن بالقاهرة بمصر كتاباً حشر فيه ما سمع به فقدر عليه من تصانيف الأدوية المفردة؛ ككتاب الغامقي، وكتاب الزهراوي (١)، وكتاب الشريف الإدريسي الصقلي، وغيرها، وضبطه على حروف المعجم، وهو النهاية في المقصد".
وذكر ابن البيطار في كتابه "الجامع": أنه استوعب فيه مقالات دسقوريدس الخمس بنصها، وما أورده جالينوس في المقالات الست من مفرداته بنصها
(١) هو أبو القاسم خلف بن عياش الزهراوي الأندلسي، له كتاب في الطب يسمى: "التصريف"، وهو الذي فاخر به ابن حزم، وقال: لو قلنا: إنه لم يؤلف في الطب أجمع منه، ولا أحسن للقول والعمل في الطبائع، لنصدقن.