لا يعني فيها بدرس شيء من علوم الدين، يقفون أمام من يحاول إغواءهم موقف المزدري بأقوالهم، الضارب بها في وجوههم، وما هي إلا الألمعية المهذبة، أو ما يتلقى في البيت من تربية ناصحة، وأدب حكيم.
وإذا نحن بحثنا عن نشأة هذه الجمعيات التي نهضت لتحول بين دعاة الجحود والإباحية وما يشتهون، نجد أكثر الداعين إلى تأسيسها، والقائمين بعبء ثقيل من أعمالها، هم الشبان الذين سمعوا أو قرؤوا ما يقوله أولئك المجرمون، فعرفوا أن أشرف جهاد في هذه الحياة العمل على إنقاذ الأمة من بلاء يثيره حولها قوم لا يهتدون.
توفق فريق من الشيوخ والشبان إلى أن يدافعوا هؤلاء المنكرين بمثل سلاحهم الذين يحاربون، فألفوا الجمعيات كما ألفوا، وفتحوا النوادي كما فتحوا، وأنشؤوا الصحف كما أنشؤوا، وقد أخذوا من هذه الوسائل بما استطاعوا، فوجدوا لها في إزاحة الشر ودفع الخطر أثراً مشهوداً.
وهذه جمعية الهداية الإِسلامية أنشئت، وليس لديها من وسائل الجهاد إلا الثقة بأن الله مع الذين يصلحون ولا يفسدون.
افتتحت الجمعية أعمالها بمحاضرات تلقى لإرشاد الجمهور في مساجد القاهرة وغيرها من القرى، ومحاضرات تلقى عن طريقة البحث العلمي في بعض النوادي الأدبية.
وأخذ مجلس الإدارة مع هذا يسعى لإنشاء مجلة تعمل لتحقيق مبادئ الجمعية.
ظهرت المجلة، ولم نستطع بالنظر إلى مقدار ما تيسر من الوسائل المادية أن نصدرها في مظهر أكبر مما صدرت، وأقدمنا على إظهارها حسب الميسور؛