للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهير، أو شاعر قدير، أو بطل خطير؛ فإن السخاء بالبيضاء والصفراء قد يكون مبعثه العطف والشفقة، وكثيراً ما يعطف الرجل أو يشفق على من لا يكون في نظره أهلاً للتوقير والإجلال، وإنما أريد من تكريم الرجل الماجد: مظاهرَ يؤذن بما له من مكانة تجلها القلوب.

نظم ابن خميس التلمساني قصيدة يقول في طالعها:

عجباً له أيذوق طعمَ وصالها ... من ليس يأمل أن يمر ببالها

ولما وصلت هذه القصيدة إلى قاضي القضاة ابن دقيق العيد، قام إجلالاً لها، فقيام قاضي القضاة بالديار المصرية لشعر ابن خميس الجزائري تكريم لابن خميس.

ورحل أبو علي القالي صاحب كتاب "الأمالي"، "والنوادر" إلى بلاد الأندلس، ولما دخلها، ابتهج لمقدمه الحكم بن عبد الرحمن الناصر- وكان كالوزير لوالده الخليفة عبد الرحمن-, وأرسل إلى أحد مسألة أن يتلقى أبا علي في وفد من وجوه الناس، ويجيء معه إلى قرطبة تكرمة له.

وقد قصدت جمعية الهداية الإِسلامية أن يكون في سيرتها ما يدل على أنها تقدر النجابة والنبل، فجعلت من مبادئها: الاحتفال بتكريم العاملين المخلصين من أعضائها متى سابقوا في علم أو فضل، فسبقوا.

وعلى هذا المبدأ أقامت هذه الحفلة تكريماً لهؤلاء الأساتذة؛ إذ أحرزوا شهادات عالية، وهم من العاملين في الجمعية بحزم وثبات. ولا أخالهم في حاجة إلى أن أصوغ كلمة في الثناء على حضراتهم؛ فإحرازهم لهذه الشهادات العالية نطق بألمعيتهم، وسمو هممهم، وانتظامهم في جمعية الهداية شاهد بطهارة قلوبهم، ورقي آدابهم، ومن ضم إلى الألمعية همة سامية، وإلى طهارة