وجدت الجمعية فريقاً آخرين اشتدت عداوتهم للإسلام، وحدثتهم أنفسهم بالعمل لهدمه من أساسه، فابتدعوا نحلاً يخدعون بها الضعفاء والجهَّال، ويزعمون أنها الإِسلام، ومن أخبث هذه النحل: نحلتا البهائية، والقاديانية، وقد كشفت الجمعية عن سرائر هاتين النحلتين، وأقامت الحجة على أن مؤسسيها ملاحدة يخادعون الله والذين آمنوا, ولو ألقت حبلهما على غاربهما، وخلت لهما السبيل، لأضلوا كثيراً.
وجدت الجمعية فريقاً لا يبحثون في علم، ولم يرزقوا فطراً سليمة تعينهم على السير في رشد، فاندفعوا إلى محاكاة غير المسلمين، حتى فيما تتبرأ منه الفضيلة، ويلعنه الدين الحق لعناً كثيراً، وقد عنيت الجمعية بحال هذا الفريق، وأخذت تنظر إلى ما يحاكون فيه الأجانب، وتزنه بميزان الحكمة، فتميز الخبيث من الطيب، وتدعوهم بالتي هي أحسن إلى أن يكونوا نابتة صالحة، وأغصاناً مثمرة.
وجدت الجمعية فئة لا يفرقون بين ما هو من حقائق الدين، وما هو من المحدثات الملصقة به، فقد تعدُّ بعض ما تسعه أصول الدين بدعة، وتعدُّ بعض ما لا يقبله الدين سنَّة، فوقفت الجمعية في هذا الشأن على بصيرة، وجعلت مرجعها في الفرق بين السنة والبدعة، الكتاب والسنة، وما كان عليه سلف الأمة.
وجدت الجمعية بعد هذه الفرق جماعات من الأجانب يهبطون أوطاننا، ويفتحون مدارس ومستشفيات يتخذونها حبائل لإفساد عقائد أبنائنا، وإخراجهم من نور الإِسلام إلى النصرانية، فكان لمحاضرات الجمعية ومجلتها حظ عظيم