نفعل ذلك امتثالاً لنصيحة القرآن، وحذراً من أن نحدث تقاطعاً بيننا وبين قوم مسلمين.
ومن أسباب نجاح الجمعية: أنها لم تحد عن الخطة التي أخذتها على نفسها من العناية بالشؤون الإسلامية والعلمية والأدبية والاجتماعية، وعدم التدخل في الشؤون السياسية والإدارية، والسياسةُ الرشيدة يناء أساسُه الإيمان الراسخ والآداب السنية، والعلوم الصحيحة، واللغة الراقية، ويكفي الجمعية أن توجه همتها لإصلاح الأساس حتى يكون البناء مستقيماً محكماً.
هذه أغراض جمعية الهداية الإسلامية، وهذه سيرتها، وقد تعرفها نخبة من شباب الجيزة النجباء، فارتاحت لها نفوسهم الطيبة، ورأوا أن الجيزة في حاجة إلى جمعية تسير هذه السيرة، وتعمل لهذه الأغراض، فزاروا مركز الجمعية العام، وعرضوا رغبتهم في إنشاء فرع لها في هذا البلد الكريم، فرأينا سيماء الإخلاص في وجوههم، فأكبرنا همتهم، وبادرنا إلى إجابة رغبتهم، فأنشؤوا هذه الجمعية المحتفل بافاتتاحها، وألفوا مجلس إدارتها من أساتذة أجلاء، وفتيان مخلصين نبهاء، فجمعوا إلى تجارب الأساتذة ورويتهم، نشاطَ الفتيان ومضيَّ عزائمهم.
ونحن على ثقة من أن هذه الجمعية ستسير بجانب الجمعية القائمة بالقاهرة، تقصد قصدها، وتنسج على مثالها، فنراهما -بتوفيق الله تعالى- متعاونين على الدعوة إلى الحق والفضيلة، يرودهما الإخلاص، ويحالفهما الثبات، وما كان الإخلاص رائده، والثبات حليفه، فذلك العمل الصالح الذي يكتب الله له النجاح، وينفع به الناس.