اتصلتْ هذه الدعاية الخائنة بشبان لم ينبتوا نباتاً حسناً، ولم يتعدوا قشور العلم إلى لبابه، فتزلزلت عقائدهم، وساءت أخلاقهم، وأصبحت الأمة تذكرهم في أسف، وتتمثل بقول الشاعر:
وإخوان حسبتهم دروعاً ... فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهاماً صائبات ... فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا: قد صفت منّا قلوب ... نعم صدقوا، ولكن من ودادي
وبلي المسلمون بعد طاعون الإلحاد بدعايات أخرى مضلة عن السبيل؛ كدعاية البهائية والقاديانية، ومن يسمون أنفسهم: المبشرين.
ولحماية أبنائنا من مرض الإلحاد، وإنقاذهم من شرور تلك الدعايات، أسست جمعية الهداية الإسلامية، ويضاف إلى هذا: عنايتها بإحياء اللغة العربية، وترقية آدابها، ثم سعيها في عقد رابطة التعارف بين الشعوب الإسلامية، ولا سيما رجال العلم والأدب، ومن لهم سابقة في خدمة الإسلام والمسلمين.
تعمل الجمعية لهذه الأغراض السامية بما يُلقيه حضرات أعضائها أو مؤازريها من خطب ومحاضرات، وبما يحررونه في مجلتها من مقالات، وبما تقيمه لتكريم العلماء أو الفضلاء المخلصين من حفلات، وقد قطعت -بتأييد الله تعالى- في العمل لهذه الأغراض أشواطاً بعيدة، وهي صحيحة العزم، رشيدة الرأي، ثابتة الخطا.
ومن أسباب نجاح الجمعية -بعد توفيق الله تعالى-: أنها تتوخى في دعوتها سبيل الرفق والحكمة، وتتحامى أن تخوض في أمور تثير عداوة طائفة من الطوائف الإسلامية، فإن دعاها الحال إلى تقرير حقيقة يخالف فيها بعض الطوائف، بيناها بقول لين، دون أن نمس الطائفة المخالفة بكلمة جافية،