فقال أبو البركات: لا أرحل من إقليم فيه من يقول مثل هذا.
ولما في أدب اللغة العربية من فضل وجمال، تلقينا رغبة نخبة من الأدباء في إنشاء شعبة للأدب العربي بالإجابة، وارتحنا له جد الارتياح.
ويتناول عمل هذه الشعبة: البحث في علوم الأدب، وصناعة الكتابة والشعر والخطابة، وفي تراجم الأدباء من كتاب وخطباء وشعراء، ولا يفوتها -مع هذا- أن تخوض في نقد المنشآت القديمة والحديثة؛ لتمييز جيد القول من رديئه.
وتقوم -بعد هذا- بإقامة حفلات تكريماً للأدباء الذين سلكوا بالأدب طرقاً حكيمة، واتجهوا به إلى غايات شريفة، وجادت قرائحهم بثمار بهيجة.
وستنهض هذه الشعبة -إن شاء الله- بإلقاء محاضرات، ومناظرات، وتحرير مقالات في الصحف، وإذا تعدى بعض الناس باسم الأدب معناه اللائق به، وأطلقوه على ما يعده أهل الفضيلة دعوة إلى الرذيلة.
وإذا ساغ للأديب أن يطلع على كل ما يتناوله اسم الشعر أو النثر الفني في عصر من العصور، فإن الأديب الصادق لا يرضى لنفسه إلا أن يكون من طبقة النبلاء الذين يستمدون معانيهم من منابع الحكمة، ويؤلفون أقوالهم من الألفاظ التي تجري في بيئة الطهر والنزاهة.
وإنشاء هذه الشعبة في جمعية الهداية الإسلامية، يدلنا على أن المؤسسين لها لا يقصدون بإنهاض الأدب العربي قصداً واحداً، هو أنه فن فيه جمال وسلوة، بل يقصدون -مع هذا- قصداً أنبل وأعلى، هو التوسل بالأدب إلى