للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* تنظيم البعوث الإسلامية:

قلت: إن مشكلة البعوث الإسلامية لا تزال قائمة، ولعل هذه المشكلة تكون هامة إذا عرفنا أن هذه البعوث إنما هي أداة صالحة للدعاية الإسلامية لمصر في مختلف الأمم التي تدين بالإسلام. فهل تزمعون فضيلتكم أن تعملوا على أن تكون هذه البعوث الإسلامية في نظامها الحاضر، وفي طريقة إعدادها متمشية مع ما نرجوه منها، وما نؤمله فيها؟

فقال فضيلته:

لا شك أنني أقدر الرسالة التي يصح أن يضطلع بها طلاب البعوث الإسلامية في الأزهر تقديراً خاصاً، فهم رسلنا لدى أممهم، وهم ألسنتنا المعبرة عن أمانينا وآمالنا، بل لا أبالغ إذا قلت: إنهم المرايا التي تصورنا عند أممهم وشعوبهم بما فينا من خصائص ومزايا ومناقب أصدق تصوير.

وإذا كان الأمر كذلك، فإن العناية بهم وبإعدادهم يجب أن تشغل حيزاً كبيراً من أوقاتنا. إنني أُعنى في هذه الأيام بوضع نظام خاص بإعدادهم إعداداً قوياً يمكنهم من أن يؤدوا رسالة الخير والسلام على خير الوجوه. إنني أَعد الأزهر في مصر بمنزلة الكعبة الشريفة التي يحج إليها المسلمون على مختلف أجناسهم ومذاهبهم؛ ليؤدوا فريضة دينية، والواجب يقتضي أن نُعني بكل ما يعود بالخير على الأزهر؛ لأنه يعود بالخير نفسه على مصر، وعلى الإسلام.

ولا أذيع سراً إذا قلت: إنني كنت أسمع الكثير من الأنباء التي تحز في نفسي وتؤلمني؛ لأنها كانت تمثل العلاقة بين طالب البعوث وشيخ رواقه تمثيلاً لا أحبه ولا أرضاه. لذلك عُنيت كل العناية بأن أعمل على أن تقوم