بين الاثنين علاقة روحية قوامها الحب والمودة والإخاء والخير، وأعتقد أن هذه العلاقة سوف تقوم وتتوطد منذ الآن، فلا أعود أسمع مرة أخرى أن شيخاً ظلم تلميذاً له، أو أن تلميذاً لم يوقر شيخه التوقير الذي يليق به.
* المكتبة الأزهرية:
قلت: والمكتبة الأزهرية. ألا ترى فضيلتكم أنها اسم على غير مسمى، وعنوان لا موضوع له؟ وما هي الفائدة من أن يقال:"المكتبة الأزهرية"؛ أي: المكتبة التي تمثل أقدم جامعة دينية في العالم، ثم تعطل وظيفتها، فلا ينتفع بها طالب ولا عالم، ولا أجنبي ولا وطني، ولم لا تكون مكتبة على غرار "دار الكتب"؟ ولم لا تنشأ فيها غرفة للمطالعة، وأخرى للبحوث والدراسات؟!.
فقال فضيلته:
إن من الحقائق الثابتة: أن المكتبة الأزهرية تشغل مكاناً غير لائق بها، ويسمح لطلاب العلم والبحث والمعرفة بالانتفاع من كنوزها النفيسة، وذخائرها العلمية التي لا يوجد لها مثيل في جميع مكتبات العالم، إنها تشتمل على آلاف من الموسوعات العلمية والدينية ذات القيمة الخاصة في عالم البحث والمعرفة، وإن الأجانب الذين يترددون على الأزهر من العلماء والمستشرقين لا يعرفون كيف ينتفعون بما تشتمل عليه من النفائس والذخائر. ولذلك فإني أعمل الآن على تدبير مكان صالح لها، على أن تتوافر في هذا المكان الشروط التي يجب أن تتوافر في مكتبة تاريخية عامة تكاد تكون عالمية؛ كمكتبة الأزهر، فيكون فيها نظام الإعارة على نظام جديد، وأن ينتفع بها الطالب والعالم والباحث على الطريقة العلمية الصحيحة. وقد أفرغُ من دراسة هذا النظام في وقت