متحزباً، ولا متعصباً، بل كنت دائماً أكره التحزب والتعصب، وأوثر أن آخذ الأمور باللين والرفق والهوادة، وأنت تعلم أن شيخ الأزهر هو الذي يمثل الأزهر، ودعوة الأزهر إنما تقوم على تحقيق معاني الخير والتواد والتحاب بين الناس أجمعين، والأزهريون -بحكم وضعهم ووصفهم- هم الذين يبصِّرون الناس في أمور دينهم ودنياهم، ولذلك كان طبيعياً أن يكونوا عنواناً للخير والمحبة والسلام، وأن يكونوا إخواناً متحابين في الله، متساندين؛ لتكون لدعوتهم صداها وأثرها في التوجيه والإرشاد في مختلف الأمم الإسلامية، إن علماء الأزهر هم أقرب الناس إلى معرفة أوامر الله ونواهيه، وهم من الأمة في مقام الأئمة والهداة، ومن أجل هذا وجب عليهم أن يكونوا حريصين على كل ما يرضي الله، وما يحقق الخير لهم وللناس، وأنت تعلم أن الصفح والعفو والمغفرة من صفات الرجل المؤمن بالله، العالم الإمام الحذق، وأن من أحب الأمور إلي أن تجتمع قلوبنا على ما يكون، وأن نستقبل الأيام بروح التسامح والمحبة حتى نصل إلى ما يرضي الله، ويحقق الصالح العام، والله وحده يهدينا إلى سواء السبيل.
* ترجمة تفسير القرآن:
قلت: هل أستطيع أن أقف على رأي فضيلتكم في ترجمة تفسير القرآن؟.
فأجاب فضيلته:
هل تريد ترجمة معاني القرآن، أم ترجمة تفسير القرآن؟ إن هناك فرقاً بين ترجمة معاني القرآن، وترجمة تفسيره، وعلى كل، فإني أرى أن نرجئ الكلام في هذا الموضوع حتى أتمكن من الاطلاع على ما سبق أن وضع من التقارير والمذكرات في هذا الموضوع، وإلى فرصة قريبة -إن شاءالله-.