متميزين عن غيرهم. وأئمة المسلمين يعدون من الخروج على الإسلام: الانحراف عن زيه إلى زي غير المسلمين فيما اختصوا به من علاماتهم، وقد كان من علاماتهم في القرون السالفة "الزنار"، فكان لبس المسلمين يومئذ للزنار يعد في الفقه الإسلامي خروجاً عن الإسلام يستحق فاعله العقوبة.
والمتعارف الآن عند المسلمين في مختلف أقطارهم: أن القبعة هي علامة غير المسلمين التي يفترقون بها عن أهل الإسلام، فلها الآن مثل حكم الزنار فيما مضى.
وعلى كل حال، فإن شهوة الانغمار في الزي على زعم أنه عالمي -وما هو بعالمي- سيفصل المصريين -وهم قلة قليلة من المسلمين- عن إخوانهم من أمم العالم الإسلامي البالغ عددهم خمس مئة مليون، وأول ما سيكون من سوء الأثر لذلك في شطر وادي النيل الجنوبي. وقد جربت إحدى الأمم الشرقية هذا الأمر قبل نحو ربع قرن، وحملت شعبها عليه بالقوة، ومع ذلك لا يزال شعبها حزيناً آسفاً مكسور الخاطر مما حمل عليه.
ولا يزال العالم الإسلامي ينظر إلى ذلك بعين الاستنكار والاستغراب، وقد كان القائمون بهذه التجربة يتوقعون هم والذين شجعوهم على ذلك أن يكونوا قدوة فيه لأمم إسلامية أخرى.
فكان المسلمون أحصف من أن ينزلقوا في ذلك؛ لأنهم يعلمون أن به خروجاً عن سنَّة من سننهم التي احترموها والتزموها منذ أربعة عشر قرناً.
إن فكرة توحيد الزي فكرة حسنة، ولكنها في أي قطر يغلب على سكانه العمل بأحكام الإسلام ينبغي أن لا يصطدم بسنَّة من سننه ليكتب لها النجاح والبقاء والرضا من جمهور الأمة.