وغير المسلمين في نظر الإسلام ثلاثة أصناف: محاربون، ومعاهدون، وأهل ذمة.
وحكم الإسلام فيمن يحاربونه: أن يدفعهم المسلمون إذا هاجموا، وأن يبادروهم بما يكف باسهم إذا تحفزوا، وأن يقوِّموا اعوجاجهم إذا اعتدوا على الحق إلى أن يعودوا إلى الإنصاف، وفي ذلك يقول الله سبحانه في سورة الحج: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ (أي: يقاتلهم المعتدون) بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا (أي: في حالة ظلم عدوهم لهم) وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: ٣٩].
ويقول في سورة البقرة:{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[البقرة: ١٩٠].
ثم إن القتال لا يكون في سبيل الله إلا إذا التزم فيه المسلمون مرضاة الله، والله لا يرضى منهم إلا الإنصاف والعدل والرحمة، وإيثار الحق على الباطل، والخير على الشر، في جميع التصرفات، وهذا هو سبيل الله، وما خالفه فليس من سبيل الله، والقتال فيه لا يكون عند المسلمين شرعياً. وإن تفصيل التشريع الإسلامي في القرآن الحكيم، وسنة نبيه الكريم فيما يتعلق بالحرب والمتحاربين، يدل على أنه قرر المبادئ الإنسانية السامية في ميادين القتال، وجعلها ديناً يحاسب أهله عليه بين يدي الله، فضلاً عما ينالهم في الدنيا من الخزي إذا خالفوا هذه المبادئ العليا.
ولا نظن أن أمة بلغت مبلغ المسلمين في ذلك، فضلاً عن الرحمة والرفق في تطبيق هذه المبادئ منذ أربعة عشر قرناً.
ومن الرفق الذي أقام الإسلام عليه سياسته الحربية: أنه منع التعرض