شرحت له أن هذا الاعتبار -وإن كان اعتباراً له قدره- إلا أنه لا يصح أن يقف حائلاً دون الإعداد والتمهيد، فقال فضيلته:
* زعماء المسلمين:
لقد تقرر أن يجتمع كبراء المسلمين، وزعماؤهم في مؤتمر عام يعقد في القاهرة، كما عقد في مدينة "كراتشي" في العام الماضي؛ للتفاهم، أو للتفكير والبحث في "التعاون" على البر والتقوى.
واستطرد فضيلته، فقال متسائلاً: فهل لنا أن نمهد لذلك بالتفكير في أنفسنا، ثم في بحوثنا عن سبل الانتفاع الصادق بهذه الرابطة التي عقدها الله بين قلوب خمس مئة مليون مسلم على الحق والخير، وأباح لهم جميعاً سبل التعاون على الانتفاع بكل ما في أوطانهم من نعمة مدخرة.
إن التفكير في ذلك من مصلحتنا، ومن أسباب سعادتنا، ولاسيما إذا استلهمناه من روحنا الأصيلة، ومن مبادئ ميثاقنا الأقوم، معتبرين الأخوة التي عقدها الإسلام بيننا خطوة إلى الإنسانية التي تنشدها الأمم اليوم وتتمناها، ولكن العصبيات القومية، والاختلافات الوطنية، والتنافس على توافه المتع وسفاسف الرغائب تحول بينهم وبين ذلك.
ولو وفقنا نحن إلى شيء من ذلك، لضربنا المثل به لأمم الأرض، فتستكشف بضوئه مسالكها إلى السعادة والتعاون في أسمى معانيه.
* المسلمون أسرة واحدة:
كانت الإنسانية في بدء تكوينها أسرة واحدة، تتعاون كما تتعاون الأسرة الواحدة، وتتراحم كما تتراحم، ثم تكاثرت واتسعت، فطرأت عليها العصبيات والاختلافات والتنافس على توافه المتع وسفاسف الرغائب.