فإنه مما لا يليق ببلد إسلامي؛ لأن الإضراب عن الطعام انتحار، والانتحار يسخطه الله، وصاحبه يبتعد عن حياة الدنيا وحياة الرضا في الآخرة، والإضراب عن العمل قتل للوقت، وسخط للرزق، وتعطيل لمصالح الأمة، وما دامت أبواب العدل مفتوحة، ومرافق الدولة مستعدة للنظر في الشكاوى، والتوفيق بين المصالح، فذلك هو الطريق للوصول إلى الحقوق العادلة، وإن هذا الشرق الإسلامي في حاجة إلى أن يأخذ عن غيره أسباب القوة، لا وسائل التعطيل والانتحار، ومن أدق موازين الحكم على الوعي القومي، والنضوج الاجتماعي: مراقبة ما تأخذه الأمة عن غيرها من خير، وما تتجنبه مما لا خير فيه، ونحن اليوم في هذا الطور من أطوار التاريخ، والتاريخ يراقبنا في هذا الامتحان ليرى ما نأخذ وما ندع.