للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يؤمنون بوطنهم، ويدعون إلى الهزيمة والخيانة: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: ١٠].

* حوادث مراكش:

فسألته عن رأي الإسلام في الأحداث الجارية في مراكش، وما تمخضت عنه من خلع سلطانها الشرعي.

فقال فضيلته: إن مراكش وبلاد المغرب الأقصى تعد من أعرق الدول الإسلامية في التاريخ، ولقد أخذت طريقها إلى مجدها ونهضتها من قديم، حتى ضرب عليها الاستعمار الفرنسي حمايته قبيل الحرب العالمية الأولى، وكاد لأهلها شراً، وأبى الوطنيون المسلمون أن يخضعوا لهذه الحماية التي يأباها الإسلام، وترفضها كرامة العروبة، فسقط في ميدان الجهاد كثيرون من أبنائها، وشرد المجاهدون وسجنوا، وسجل الاستعمار وثيقة حمايته للبلاد قسراً، وفرض عليها قيوداً، وما من يوم مر بتاريخ هذه البلاد إلا سجل فيه الاستعمار خزياً جديداً، واعتداء سافراً على حقوق الوطن والوطنيين في تونس ومراكش.

ولما أعيتهم الحيل، لجؤوا إلى أحدث أساليب الاستعمار، فمزقوا وحدة أبنائهما المسلمين، وخلقوا منهم شيعاً يضرب بعضهم رقاب بعض لصالح الاستعمار نفسه.

ووجد الخونة الذين يبيعون بلادهم بأبخس الأثمان للمحتلين، ويعينونه على خلع السلطان الشرعي للبلاد، ولا شك أن الإسلام يأبى الخضوع للمستعمرين، ويطالب بتقليم أظافر المعتدين.