وسألت شيخ الأزهر عن رأيه في المعاهدة الإنجليزية التي عقدتها ليبيا أخيراً.
فقال فضيلته: إن الاستعمار ملة واحدة، والذي يقرأ نصوص المعاهدة الليبية يدرك تماماً أهداف المستعمرين من تثبيت قدم الاحتلال في هذه المنطقة العربية. ولقد صدر بيان هيئة كبار العلماء، وحدد المسؤولية الإسلامية بشأن هذه المعاهدة، والأحداث الجارية في مراكش.
* الدول تنحرف كالأفراد:
ثم أضاف فضيلته قائلاً: إن الدول تنحرف أحياناً كما ينحرف الأفراد، وتعاقب على خيانة العهد وموالاة الأعداء، ومن نكد الدنيا، وفساد الطبائع، أن يجد أعداء الإسلام من أرباب المنافع الشخصية في البلاد قوماً يودونهم ويوالونهم، ويعملون لدعم قواعد احتلالهم لأوطانهم، وتحقيق أهدافهم الاستعمارية، ومعاونتهم في القضاء على الدين والدولة والأوطان، إما جرياً وراء نفع مادي، وإما خشية سوء العواقب. وذلك على الحالين مرض في القلب، وخيانة لله والرسول، ونفاق يأباه الشرع، وتمقته المروءة، ويرفضه القرآن الذي قال عنهم:{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}[المائدة: ٥٢].
* لا مودة لأعداء الله والوطن:
واستطرد فضيلته فقال: لقد حرم الاسلام مودة أعداء الله ورسوله بالغةً ما بلغت صلتهم بالانسان، حتى لو كانوا آباء أو أبناء، أو أهلاً أو عشيرة،