المفاسد عنها، فتكون توليتهم من مقاصد الإسلام وسنته، واعتبر ذلك بجهاد مسلمة بن عبد الملك في خلافة أبيه صاخوته؛ فقد قام للإسلام بما لو حرمت الدولة من قيادته وولايته، لكان ذلك خسارة كبيرة على الإسلام، أما إذا كانت ظروف العمل، والصفات التي يتصف بها أقارب الإمام تنافي المصلحة في تعيينهم، فيكون من سنّة الإسلام اجتناب ذلك.
ولما طُعن أمير المؤمنين عمر، وأراد أن يجعل الأمر شورى في الستة الذين سماهم، اقترح عليه بعض الصحابة أن يستخلف ابنه عبد الله -وإن ابنه عبد الله من أعلم الصحابة وأكملهم-، ومع ذلك، فإنه عمر رأى الخير في الطريقة التي رسمها، وأبى أن يستخلف ابنه؛ لأنه كان يتوخى مصلحة الكيان الإسلامي على ما يحب أن يلقى الله عليه.
إن سنن الإسلام في تولية العمال قائمة -كما ذكرنا- على عنصري: المعرفة، والإخلاص، ومدار ذلك: على ما تتحقق فيه مصلحة الدولة والأمة، وقد كانت الدولة الإسلامية والأمة الإسلامية في خير إلى أن خرج الأنانيون من الحكام عن هذه السنن، ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.