وجدير بكل من يحب الحق والخير أن يتدبر رسالة الإسلام، وما اشتملت عليه منهما؛ ليعمل بما انطوت عليه من حق وخير بقدر ما يرى فيها من مواتاة الحق والخير، وأن يصلي ويسلم عند ذلك على صاحب هذه الرسالة؛ لأنها رسالة الإنسانية الكاملة، والإنسان -من حيث هو إنسان- جدير به أن يؤمن بها، وأن يكون من أوليائها، وأن يحيا عليها إلى أن يموت عليها.
أيها المسلمون!
إذا كان الإنسان -من حيث هو إنسان- جديراً به أن يتدبر الرسالة التي ولدت بمولد هذا الرسول الكريم، وأن يعمل بها، وأن يصلي ويسلم من أعماق قلبه على المختار من الله لحملها، والدعوة إليها، وطبع أمم الأرض بطابعها، فأنتم أجدر الناس بأن تعاهدوا الله في هذه الذكرى المباركة بأن تجعلوا تدبر رسالة الإسلام أعظم أعمالكم، وأن تؤمنوا بكل ما انطوت عليه من حق وخير، وأن تعيدوا إليها جمالها بما يراه الناس من ذلك في أعمالكم. وهذا العهد أوفق العهود لذلك، ولاسيما في ذكرى مولد خير الخلق، المبعوث من الله بالهدى والحق، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وصحبه، وكل من عمل برسالته.