على الحكومة الإسلامية حفظهم، ومنع الغير من أذاهم، واستنقاذ من أسر منهم.
والبلاد التي فتحها المسلمون في زمن الصحابة كان في إمكان الفاتحين أن يلغوا الأنظمة الدينية التي وجدوها في البلاد، ولكنهم لم يتعرضوا لها، وأقروا رؤساء الأديان على ما كانوا عليه، بل أحسنوا معاملتهم أكثر مما كان يعاملهم به الحكام السابقون الذين كانوا من أهل دينهم، وأباحوا من الشعائر والطقوس والأحكام ما لا تبيحه الدول الأخرى غير الإسلامية حتى في زماننا هذا.
والمنصفون من المؤرخين وغيرهم يعترفون بهذه الحقائق، ولاسيما عند المقارنة بين الأنظمة والتشريعات. وكلما كان المواطنون -على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم- أكثر إخلاصاً لأوطانهم ومواطنيهم كانت السعادة أشمل لهم جميعاً، وعاشوا مع مواطنيهم في تعاون وتراحم، وتبادل للحقوق على أحسن الوجوه وأسعدها.
وإلى هنا رأيت أن الشيخ الأكبر قد أوفى على الغاية في وضوح، فاستأذنت فضيلته في نشر هذه الآراء الطيبة، فأذن مشكوراً مقدوراً.