وعندما أردنا أن نحصل على المزيد من المعلومات حول حياة الشيخ العلمية، سألناه: هل يهوى الكتابة أيضاً؟ فأجاب باسماً: وهل هناك من يجيد القراءة ولا يكتب؟
ثم قام إلى رفوف الكتب ليتناول منها بعضاً قائلاً: هذه مؤلفاتي، هذا الكتاب رد على كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ علي عبد الرازق، وهذا نقد لكتاب طه حسين في الشعر الجاهلي"، وهذه "رسائل في الإصلاح"، وهذه مجاميع مجلة "السعادة" التي كنت أصدرها في تونس، وهذه مجلدات مجلةا الأزهر" التي رأست تحريرها سنوات، إنني كما ترى صحفي مثلكم.
* رسالة رجل الدين:
وقمنا إلى الصالون المتواضع -وكل شيء في دار الشيخ يتحدث عن البساطة والتواضع-، وإذا بالشيخ يسرع بغلق (الراديو) الذي كان يعلن عن إذاعة أغنية طائشة، والتفت إلينا شيخ الأزهر يقول: إن الناس يسمون المناداة بالإصلاح -من قبل رجال الدين-: رجعية وتعصباً، ويسمونها: حسماً وحزماً إذا ما أتت من رجال الحكم، ولذلك أرى أن رسالة رجل الدين تقتضيه أن ينبه الحكام إلى الشر، ويترك لهم مكافحته والقضاء عليه.
* لن أذيع برنامجي عن الأزهر:
وقلنا للأستاذ الأكبر: ما هو برنامجك الإصلاحي في الأزهر؟ فأجاب في بساطة: ليس لدي برنامج مدروس، إذ كنت لا أتوقع أبداً أن أكون يوماً شيخاً للأزهر، بعد أن قضيت عمرأ طويلاً أدرس علم السياسة الشرعية في كليتي الشريعة وأصول الدين، ثم أحلت على المعاش بعد عشرين عاماً في