للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا العمل، ولزمت بيتي.

واليوم فإني ساعد برنامجاً للأزهر، ولكني لن أذيعه، فأنا لا أرضى لنفسي أبداً أن يخيب في أمل أو رجاء، أو أتهم بالكذب والخدل، إذا ما اعترضت مشروعاتي العقبات، ولم أستطع تنفيذها. إنني أفضل أن أترك أعمالي المنجزة تتحدث بدلاً من أن أذيع برامج مفصلة قد تتم، وقد لا أتمكن من إتمامها.

* لست عجوزاً:

وسكت الشيخ لحظة، ثم استطرد يقول: ولعلكم تنظرون إلي نظرتكم إلى رجل عجوز هرم، ولكن هذه الشيخوخة البادية هي نتيجة الكفاح السياسي، أما القلب والرأس، فما زالا فتيين.

ولما حدثت الشيخ عن الوقود الذي تحتاج إليه الثورة الإصلاحية؟

ابتسم ابتسامة خفيفة وهو يقول: "أليس الحطب اليابس هو وقود النار، والعيدان الخضراء الطرية لا تستطيع أن تشعل النار وحدها أبداً ... لقد تخرجت وطنياً متطرفاً في مدارس الثورات، قبل أن أتخرج عالماً دينياً في جامع الزيتونة بتونس".

وهنا حاولنا أن نحمل الشيخ على أن يتحدث فيما شاب مشيخة الأزهر من أخطاء قديمة، فأجاب: (لا حق لي في أن أنصب نفسي قاضيا على أعمال الناس، وإنما علي أن أعتبر من هذه الأخطاء).

* الأفندية الثلاثة:

ولما دعونا الأستاذ الأكبر أن يحدثنا عن ظروف اختياره للمنصب الديني الكبير، قال: "كنت أتأهب للنوم بعد العاشرة مساء، عندما جاءت الخادم