بتعميم الحشمة، وإيثار الصيانة والستر، والحرص على كمال المظهر للمرأة المسلمة إذا كانت في خارج منزلها، أو مع غير ذي محرم. ومن نعم الله على مصر -وعلى سائر الأقطار الإسلامية أيضاً-، أن السواد الأعظم من الأمة، وهم سكان الريف، يكاد يكون ما اعتاده نساؤهم من لبس الثياب السابغة، والبعد عن الزينة والتبرج، وستر رؤوسهن بالخمار الوطني المألوف، هو الذي يطلبه الإسلام من نسائه.
ولو أن نساء المدن والعواصم ظهرن في خارج منازلهن بالأثواب السابغة، وهي التي لا تكون مقطعة على قدر الجسم، ولا مزيداً عليها ما لا حاجة إليه مما يقصد به تزيينه، لكان ذلك أبعد لهن عن استهواء الأبصار، وتطلع الأشرار.
روى الإمام ابن جرير الطبري في "تفسيره"(ج ١ ص ٩٣) عن عائشة أم المؤمنين، قالت:(دخلت عليّ ابنةُ أخي لأمي عبدِ الله بن الطفيل مزينةُ، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأعرض، فقالت عائشة: يا رسول الله، إن ابنة أخي جارية (أي: فتاة لم تتزوج)، فقال:"إذا عركت المرأة (أي: حاضت)، لم يحل لها أن تظهر إلا وجهها، وإلا ما دون ذلك"، وقبض على ذراع نفسه، فترك بين قبضته وبين الكف مثل قبضة أخرى).
وفي "سنن أبي داود" من حديث عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها -: أن أختها أسماء دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال:"يا أسماء إذا بلغت المرأة الحيض، لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا"، وأشار إلى وجهه وكفيه.
ومعنى هذا: أن المرأة المسلمة لا يجوز لها أن تظهر لغير محارمها إلا