المادية وحدها في توجيه الناس، فإنها تدعو من جانب آخر إلى تقويض كثير من تعاليم الإسلام سواء أكانت في دائرة الأسرة أو في معاملة الأفراد بعضهم ببعض، أو في مجال الحرية الفردية. والإسلام إذا حارب النزعة المادية سواء أكان في الاتجاه الإلحادي أو في المذهب الشيوعي فإنه ينشد سعادة الأفراد وسعادة الجماعات والشعوب، كما يريد أن يجعل من الجزاء الأخروي جزاء له قيمته في نظر الناس يفوق الجزاء المادي.
وإذا ساد اعتقاد الناس في الله وفي جزائه في الحياة الأخرى وفي عدله في هذا الجزاء، فإنهم لا شك مقتربون بعضهم إلى بعض، وبالتالي طارحون للمنازعات الشخصية الفردية حول الرغبات المادية، لأنهم سيجدون عوضاً أيما عوض في الجزاء الأخروي بدلاً عن هذا الجزاء الدنيوي المادي. وخصومة الإسلام لتعاليم الشيوعية في الأسرة والجماعة والمجال الحيوي للفرد، وهو ينشد في هذه الخصومة أيضاً تحقيق سعادة الأفراد والجماعات وتقديس أنواع المعاملات يين الأفراد بعضهم إلى بعض وتقدير الأنساب الإنسانية في الأسرة وروابط الزيجة فيها.
والأزهر بعنايته بنشر الاسلام والثقافة الإسلامية، يبغي مكافحة سيطرة النزعة المادية والإلحادية، ويرغب رغبة كيدة في أن يكون للجانب الروحي مكانه في توجيه الإنسان، إذ الإنسان في نظر الاسلام ليس مادة جسمية فقط، وإنما هو روح قبل كل شيء يتصل بها هذا الجسم المادي.
وقال المندوب: هل لي الآن بعد أن عرفت موقف الأزهر تجاه هذا الموضوع أن أعرف على سبيل الإجمال الوسيلة التي يتخذها الأزهر في مكافحة المذاهب الهامة؟