إن الأزهر كمركز للدراسات الإسلامية والعربية في العالم الإسلامي كله، ينتسب إليه أكثر من ثلاثة وعشرين ألفاً من الطلاب، سواء كانوا من مصر أو وافدين من البلاد الإسلامية الأخرى، ففي كل عام يتخرج عدد كبير منهم، يبقى في مصر بعضه، ويعود إلى وطنه البعض الآخر، وهؤلاء جميعاً متفاوتون في التوجيه، فمنهم من تخصص في مهنة التدريس، ومنهم من تخصص في الوعظ والإرشاد، ومنهم من تخصص في وظائف القضاء.
وهؤلاء جميعاً أيضاً هم دعاة للفكر الإسلامي وللتعاليم الإسلامية، دعاة للترابط بين المسلمين بعضهم ببعض وتوجيههم وجهة واحدة، ودعاة أيضاً لمكافحة المذاهب المنحرفة الهدامة بين الجماعات والشعوب الإسلامية، وبحكم اختلاف المتخرجين في الأزهر في التوجيه والمهنة، ونيط ببعضهم تثقيف النشء وتوجيهه الوجهة الإسلامية وتعليمه اللغة العربية، ونيط بالبعض الآخر تثقيف عدا هؤلاء من أفراد الجماعة وبالأخص الجماهير، فالمدرسون منهم توكل إليهم مهمة التربية في المدارس والمعاهد، والمتخرجون في الوعظ والإرشاد يوكل إليهم تثقيف الجماهير في المساجد أو في المجتمعات العامة أو في الشوارع في الثقافة الإسلامية وتوجيههم نحو مبادئ الإسلام التي من أهمها تقريب الصلة بين العبد والله، والاعتقاد بتمايز الأفراد في الرزق والكسب، وبأن الدنيا وزخرفها ليسا كل شيء في الوجود ولكن هناك متعة أخرى وجزاء آخر هو ما يقع في الدار الآخر.
والمصريون من المتخرجين في الأزهر، لا يقصر مجال نشاطهم على مصر، وإنما يذهبون لمعاونة إخوانهم ممن يتخرجون من الأزهر من البلدان