بها، وكان يقوم بتدريس النحو والفقه والأصول والبلاغة، وكان في نفس الوقت مدرساً بالمدرسة (الصادقية) وهي المدرسة الوحيدة في تونس.
وقد تزوج الأستاذ الأكبر في هذه المرحلة من حياته خمس مرات، وكان الموت أو الطلاق يفرق بينه وبين زوجاته، وظل عزباً إلى ما بعد هجرته إلى مصر، حيث بنى بزوجته السادسة التي تقيم معه الآن، وهي من عائلة مدكور، ولم يرزقه الله أولاداً من زوجاته الست (١).
* هجرة إلى الشام:
في سنة ١٣٣١ هجرية وعمره ٣٨ عاماً، انتقل مع والده وإخوته إلى الشام، وكانت بلاد الشام في هذا الحين دولة واحدة تضم سورية ولبنان وفلسطين، ومنذ ذلك التاريخ، أي منذ قرابة أريعين عاماً، لم يعد إلى تونس، وكانت هجرته لخدمة الإسلام ولضيقه بالحياة في موطنه، نظراً لفظائع الفرنسيين وسلوكهم المعوج، ورغبة منه في أن يعيش في كنف دولة إسلامية.
وتولى التدريس في المدرسة العربية السلطانية في دمشق، ثم أرسلته الحكومة إلى ألمانيا لحث أسرى الحرب من التونسيين والجزائريين والمراكشيين على الانضمام للجيش التركي ضد فرنسا، واستمرت رحلته في ألمانيا تسعة شهور عاد بعدها إلى سوريا ثم الآستانة، حيث تولى التحرير بالقلم العربي في وزارة الحربية التركية سنة ١٩١٧.
* يعود مع الصلح:
وفي سنة ١٩١٨، أثناء الهدنة، سافر الأستاذ الأكبر إلى ألمانيا مرة ثانية