للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للدعاية لاستقلال البلاد العربية، وكان ممن سافروا معه على نفس الباخرة للغرض ذاته المرحوم عبد العزيز جاويش والدكتور عبد الحميد سعيد واللواء يوسف مصطفى، وكان يوم وصولهم إلى ألمانيا هو يوم عقد معاهدة الصلح، فمكثوا فيها سبعة شهور، عاد بعدها الأستاذ الأكبر إلى تركيا حيث اشتغل بالتدريس في المدرسة السلطانية، ثم سافر إلى دمشق، وكانت تحت الاحتلال الإنجليزي، وظل فيها إلى أن نزل الإنجليز عن احتلالها للفرنسيين.

* حكم الإعدام يتعقبه:

وشيخ الأزهر الحالي محكوم عليه بالإعدام، حكماً لم يصدر عنه عفو حتى الآن، ولولا هذا الحكم ما كان لفضيلته نصيب في الجلوس على كرسي مشيخة الأزهر.

فقد أصدرت السلطات الفرنسية في سنة ١٩١٦ حكماً يقضي بإعدام الشيخ محمد الخضر حسين والشيخ صالح الشريف من تونس لاتهامهما بالتعاون مع الدولة التركية ضد فرنسا.

وقد ظل هذا الحكم يطارد الرجل المجاهد ويحول بينه وبين العودة إلى تونس أو الإقامة في بلد يحتله الفرنسيون، ومن ثم هاجر الشيخ سنة ١٩١٩ إلى مصر لاجئاً سياسياً بمجرد عودة الفرنسيين إلى احتلال دمشق.

* أول ليلة له في مصر:

ويروي الأستاذ الأكبر قصة إفلاته من أيدي الفرنسيين فيقول: إنه غادر دمشق بعد أن احتلها الفرنسيون بعشرة أيام، وكانت الأداة الإدارية ما تزال في يد الإنجليز، فتمكن من الحصول على جواز خروج من دمشق، ورحل بطريق البر إلى القاهرة، وقضى أول ليلة فيها في (لوكاندة دار السلام) قريباً من مسجد