للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سيدنا الحسين، وبات ليلته حتى الصباح.

وأشرق الصبح على اللاجئ الغريب، فأخذ يفكر. أين يذهب وهو لا يعرف مكاناً يذهب إليه في القاهرة؟ ومن يقابل وهو لا يعرف شخصاً واحداً بين ملايين المصريين؟ وماذا يعمل وهو لا يرى طريقاً واحداً يسلكه للحصول على عمل في مصر؟

* إلى الرواق:

وهبطت الفكرة مع وحي لا يدري مصدره، وحي يحثه على الذهاب إلى أحد الأروقة في الأزهر الشريف، ودخل الرواق فلم يعرف أحداً، ثم اتجه إلى رواق المغاربة حيث لم يهتد إلى وجه ليعرفه، ولكن المغاربة اشتبه عليهم أمره، ثم عرفوه ورحبوا به وزاملوه وأكرموه.

ويقول الشيخ في تواضع وطيبة: ثم بحثت عن مأوى آوي إليه، حتى اهتديت إلى حجرة في الربع قريبة من الجامع الأزهر إيجارها الشهري ٢٥ قرشاً، فاستأجرتها وأقمت بها، وظللت أتردد بين مسكني والرواق، وأقطع وقتي في القراعة والتأليف، وأنفق من الدراهم التي أتيت بها إلى مصر.

* البحث عن العمل:

وظل الأستاذ الأكبر على هذه الحال قرابة السنتين، وهو ينفق من القليل الذي ادخره ويجهد النفس في البحث عن مصدر من مصادر الرزق.

فاتجه التفكير إلى الحصول على الشهادة العالمية، وقدم طلباً إلى شيخ الجامع الأزهر الشيخ أبي الفضل، ليسمح له بدخول امتحان شهادة العالمية الأزهرية، غير أن نفراً من العلماء وقفوا في وجهه، وقالوا عنه أنه طريد سياسات مختلفة، ألمانية وتركية وعربية وفرنسية، فرفض طلبه، ولما تولى جعفر والي