وكانت عضويته في المجمع استمرار في خدمتها، وتتويجاً لجهاده في سبيلها.
وليس المقام اليوم مقام إطالة في تحليل اتجاهات عالمنا السلفي ومواقفه من مختلف الدعوات والمناهج والآراء في إحياء اللغة وتيسيرها، وخدمة التراث الإسلامي وتجديده، ولكنه مقام الذكرى والوفاء، واهتداء الخلف بما شرع السلف من سنن صالحة في نزاهة البحث ووضوح القصد. وقد كان من أكبر أماني سلفي أمنية عبر عنها من قبل في بحثه عن (القياس في اللغة العربية)، هي أن يهيء الله لهذه اللغة -كما هيأ لبعض لغات العالم الكبرى- (مجمعاً ينظر فيما تجدد أو يتجدد من المعاني، ويضع لكل معنى لفظاً يناسبه، فإن العلوم تتدفق تدفق السيل، ومقتضيات المدنية تتجدد تجدد النهار والليل، وكل من المعاني العلمية والمرافق الحيوية يحتاج إلى أسماء تلتئم مع سائر الألفاظ العربية التئام الدرر النقية في أسلاكها ..)(القياس في اللغة العربية ص ٢٠ المطبعة السلفية - القاهرة ١٣٥٣ هـ) وقد كرمه الله فحقق أمنيته بإنشاء (مجمع اللغة العربية)، وزاد إكرامه فجعله من المؤسسين الأولين لنهضة هذا المجمع والمربين لتقاليده، وأنا أحب أن أقتدي به.