بعض كلماتها لأنه عليه رضوان الله كان يكتب بالخط المغربي، ويضع نقطة الفاء تحتها وهكذا. ولكني بشيء من الممارسة استطعت أن أربط الألفاظ بعضها ببعض، واستمر هذا طويلاً أثناء المشيخة بعد صلاة المغرب إلى صلاة العشاء، بل قد يطول الوقت إلى أكثر من ذلك.
ثم ذهبت إليه في يوم معين وقلت له: إذن سنواصل، وصلنا إلى كذا ... فلنبدأ من هنا ... قال وضحك، أو بعبارة أدق، ابتسم، لأن سمته كان سمت هدوء وقال: لقد مزقت هذه المذكرات.
كان في ذلك الوقت الأخ المرحوم الدكتور الشيخ عبد المنعم البهي يعمل في جريدة (المصري)، واتصل بي، وقد علم أنني أعاون الشيخ الأكبر المجاهد الإسلامي في كتابة هذه المذكرات. ورغب أن ينشرها تباعاً في جريدة المصري، فقلت له: إن هذا شيء لا أملكه، ولا أملك استئذانه فيه، وإنما الحل عندي أن تأتي لتزوره في يوم كذا، في هذا الوقت الذي سأواصل فيه الكلام وكتابة المذكرات.
وجاء الدكتور المرحوم الشيخ لذلك، وحدثه عن نشرها تباعاً في جريدة (المصري) ليستفيد بها الناس، ويروا تاريخ رجل فاضل، ولد في تونس، وهاجر إلى أوربا تحت ضغط الاستعمار الذي حكم عليه بالإعدام و ... الخ. فإني أذكر كثيراً مما كتبه في هذا المقام. قال له بأدب: دعني أفكر، لأنه كان لا يريد نشر هذه المذكرات ... دعني أفكر، واترك لي فرصة. وخرج الدكتور البهي رحمه الله وخرجت معه.
ثم جئت في المقابلة التي حدثتكم عنها، وقلت له: إذن نواصل ما كنا يه، قال: لقد مزقت هذه المذكرات. قلت: وفيما كان هذا؟ وقد أسعدتني