بكتابة هذه المذكرات، وشاركت فيها. قال: إن اقتراح زميلك المرحوم الدكتور البهي جعلني أفكر في نشرها أو عدم نشرها، واستخرت الله، ووجدت أن نشرها يعتبر حديثاً عن النفس، وفيه تزكية لنفسي، وأنا لا أريد أن أزكي نفسي، وليستفد من شاء بما شاء من كتاباتي، أما هذه المذكرات فقد عدلت عن المواصلة فيها، وانتهى أمرها إلى ما قلته لكم من أنه مزقها.
أذكر لكم بعض ما فيها من أسرار: كان الشيخ اسمه الشيخ محمد الخضر حسين، قال: وأظن أن هذه الورقة بالذات مسودتها عندي في بيتي احتفظت بها، لأني كنت آخذ كما قلت لكم بعض كتاباته وأبيضها أحياناً أولاً بأول - قال: إن أمه حينما ولدته وكبر، قالت له: إنها كانت تربت عليه وهو صغير وتقول له:
إن شاء الله يا أخضر ... تكبر وتروح الأزهر
هذا هو الأزهر، وسمعته عند سيدة هناك في تونس، وعندها كلية الزيتونة، وهي كلية جامعية تشبه الأزهر تماماً، ولكن الأزهر هو الأزهر عندي هذه القصاصة بخطه رحمه الله.
وكأن السماء كانت تستجيب لهذه السيدة، لأنها هناك في قرية من قرى تونس، ثم بعد ذلك تربت على وليدها وتدعو له هذا الدعاء، وإذا بالقدر يخرج الخضر حسين من تونس إلى ألمانيا ... إلى ... إلى أن استقر وجاء هنا إلى الأزهر.
ووجد الناس في الخضر بن حسين في العشرينيات عالماً غريباً وعجيبباً، ولم ينشأ في الأزهر، وإنما نشأ في بلاده، وكوّن نفسه، وظهر فضله في كتاب ألفه في الرد على كتاب الدكتور طه حسين (كتاب نقض كتاب الشعر