الجاهلي). وتسامع الناس بهذا العالم، من أين؟ إلى أن عرفوا أن هذا عالم جليل، رباه الله، وصنعه على عينه، وجاء إلى مصر مهاجراً لأن الاستعمار كان قد أصدر حكماً بإعدامه.
هنا تطلع الأزهر إلى أن يفوز بهذا العالم، وأعطاه شهادة العالمية، ثم أعطاه بعد ذلك عضوية جماعة كبار العلماء. ثم أنشأ الشيخ الخضر حسين جمعية "الهداية الإسلامية" ورأسها، ثم ... ثم بما لا أستطيع أن أطيل فيه لأن الوقت يحكمني مهما كنتم على استعداد لأن تستمعوا.
ثم بعد ذلك يجيء شيخاً للأزهر، وكان هذا شيئاً أبعد عن خياله، بل عن خيالنا نحن وعن توقعات أي سياسي وأي أزهري أن يجيء الشيخ الخضر حسين شيخاً للأزهر وهو في ضعف الشيخوخة، وهو لا يتطلع إلى ذلك، وليس له أنصار ينادونه، بل كان هناك فلان وفلان من أعلام مصر الكبار الذين يستحقون هذه المشيخة. لكن إرادة الله تقتضي بحكمته أن يثور خلاف في مجلس الوزراء حول اختيار هذا أو ذاك، وإذا بالمجلس يفاجئ الشيخ الخضر حسين، وكان بيته في شارع خيرت، بينه وبين لاظوغلي مجلس الوزراء في ذلك الوقت خطوات، وإذا بالشيخ الخضر حسين، وهو في بيته نائم، إذا بوزراء يدقون بابه، ثم بعد ذلك عرف منهم أن مجلس الوزراء قد انتهى خروجاً من الخلاف إلى أن يختار شيخاً للأزهر.
ثم ... ثم ... مسائل كثيرة، وتاريخ هذا الرجل في حاجة إلى أن يكتب أحد عنه، وهذا ما سأحاوله إن شاء الله، رسالة ماجستير، أو رسالة دكتوراه، لأن له تاريخاً غريباً، هو تاريخ الأئمة، هو تاريخ المجاهدين.
ألّف في أصول الفقه، وألف في رسائل الإصلاح، ألف في القياس في